xmlns:fb='http://www.facebook.com/2008/fbml' قراءة في اغتيال بن لادن‮: ‬التغيير في مفهوم النضال‮..‬ ~ شبكة الشباب Plenty Girls & ONE Guy

قراءة في اغتيال بن لادن‮: ‬التغيير في مفهوم النضال‮..‬

بقلم‮ :‬ ‮ ‬مها عبدالفتاح
بن لادن هذا كان ظاهرة لعصر مضي وولي،‮ ‬والثورات الدائرة في العالم العربي،‮ ‬وثورتا مصر وتونس بالخصوص،‮ ‬هما التجسيد الحي لظاهرة‮   ‬هذا العصر‮. ‬وضع خطا فاصلا بين ما كان وما هو كائن،‮ ‬لأن هذا‮ ‬غير ذلك،‮ ‬فهناك الآن شعوب مغايرة تماما لما كان يمثله بن لادن‮.‬
ولو كان ما حدث لاسامة بن لادن قد وقع له منذ سنوات لربما اكتسح عموم شعوب المنطقة‮ ‬غضب عارم،‮ ‬لكن المنطقة التي تجتاحها الثورات السلمية تسودها الآن اجواء تختلف أشد الاختلاف عما سبق‮.. ‬فلم يشب ردود افعالها علي الاغتيال أكثر من فضول أو تعليقات عابرة مما يدل علي أن النظام العربي الماضي قد انتهي وحل نظام جديد برؤية أخري ومفهوم مختلف والجماهير تحولت توجهاتها للحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد بغير عنف،‮ ‬فالفكر والمناخ هما‮ ‬غير ما سلف‮.. ‬مع ذلك لم يعدم بن لادن من يضعه في مراتب الشهداء‮. ‬فهؤلاء لابد ولهم قدرة علي أن يمطوا معاني الاستشهاد إلي درجات قصوي لتضم أمثال بن لادن،‮ ‬فيقولون قتل في سبيل قضية‮.. ‬هنا لابد أن تتساءل أي قضية؟‮! ‬فلا نعرف انه فعل شيئا ضد إسرائيل ولا قدم أي خدمات للقضية الفلسطينية‮!‬
العنف بضاعة وبارت،‮ ‬واليوم زمن عربي وعصري وجديد وله تطلعات أخري ونهج مختلف ومعتدل،‮ ‬وإنما ليس مثل اعتدال كان يطلق علي أنظمة الموالين لأمريكا في السابق،‮ ‬فاليوم شرق أوسط آخر،‮ ‬ولكل عصر ظواهره،‮ ‬التي يستمدها من ظروفه ومناخه الفكري ورجاله‮.. ‬فأما البطولة الآن فهي جماعية وللجماهير الهادرة الكاسحة،‮ ‬وللمظاهرات الشعبية الجارفة التي تحرك الجبال وانما‮ »‬سلمية سلمية‮« ‬فهذه هي ظاهرة العصر الفعالة التي هزمت أعتي الأنظمة المستبدة والحكومات‮.. ‬فمن ذا الذي فكر في بن لادن للحظة أو خطر له كمجرد خاطر علي باله منذ قيام الثورات العربية التي تجتاح العالم العربي في الشهور الثلاثة أو الأربعة الأخيرة؟
بن لادن والقاعدة وتلك المنظمات التي قامت علي الإرهاب كانوا مرحلة طالت وانقضت،‮ ‬وظاهرة وولت،‮ ‬ووهجا خبا بعدما بلغ‮ ‬ذروته مع عز جبروت القوة الأمريكية‮.. ‬في مرحلة من أشد مراحل العجز العربي وتجلت مع الغزو الأمريكي للعراق عام‮  ٣٠٠٢‬،‮ ‬فكان اسامة بن لادن ذلك الحين لدي عامة الشعوب العربية تجسيدا مناهضا لهيمنة أمريكية علي مصائر منطقة في حالة خضوع وشبه استسلام‮.. ‬كان علاجا مرا لاحباط عربي يصر علي ألا يرفع راية التسليم ويبقي يناطح القوي الكبري‮. ‬فما أشد ما تغيرت المنطقة وظهر وبان في الأشهر الأخيرة،‮ ‬وما عاد النضال قرين العنف ولا العمليات الانتحارية،‮ ‬ولا لمجموعات تقوم بعمليات إرهابية دون حسبان العواقب لا تضيف بل تسحب من الرصيد‮.. ‬نهج وانحسر أخيرا من بعد ما اهترأ‮.. ‬والفكر الجهادي بمعناه الإرهابي زوي من بعدما أضر وآذي دون أن يفيد‮.. ‬حل فكر آخر بتطلعات واقعية ومغايرة وليس من قبيل الاستسلام،‮ ‬أبدا،‮ ‬بل اللغة،‮ ‬الأسلوب هو ما تغير بينما الأهداف ثابتة‮. ‬الدفع الذي يبحث عن الطريق الفعال،‮ ‬وليزيل ما ألحقوه ظلما بالإسلام وهو الإرهاب‮.. ‬لكم خربوا من تفكير الشباب حتي وقت‮ ‬غير بعيد ولكن ما حدث ليس اقل من إعادة تقييم أدي إلي تغيير لمفاهيم أخذت بيد الشعوب في المنطقة إلي خارج دوائر العنف‮...‬
لكن توصيف اغتيال فرد واحد مهما كانت اهميته أو بلغت جرائمه فيقال إن بمقتله‮ »‬تحققت العدالة‮« ‬كما قال أوباما عن اغتيال بن لادن فهو المبالغة الشديدة والتوصيف‮ ‬غير الصحيح‮. ‬لربما يشفي‮ ‬غليل أسر ضحايا البرجين،‮ ‬أو يرضي عموم المجتمع الأمريكي،‮ ‬لكن عملية الاغتيال تثير حاليا جدالا قانونيا داخل الولايات المتحدة وخارجها‮.. ‬فمن قائل إنها عملية‮ ‬غير مشروعة كمثل من يصدر حكما بالاعدام بلا محاكمة ثم يقوم بتنفيذه‮.. ‬ومن يقول إنها‮ ‬غير اخلاقية وكان الاجدر اعتقاله وقد تبين انه كان بغير سلاح‮.. ‬أما باكستان التي سكنها بن لادن بدون علم مخابراتها كما يقال،‮ ‬وتمت العملية الأمريكية علي أراضيها بدون علم سلطاتها،‮ ‬فهي حكاية أخري يتوقع لها ذيولا وأي ذيول‮..‬
السلطات الأمريكية تؤكد سلامة موقفها القانوني،‮ ‬باعتبار بن لادن كان يقود صراعا ضد الولايات المتحدة وبالتالي يمثل هدفا عسكريا مشروعا،‮ ‬بالتالي ووفق قانون الحرب لهم ان يعتقلوه أو يقتلوه في أي متاح،‮ ‬اذن فالعملية وفق المنطق الأمريكي تمت بين طرفين في حالة حرب‮.. ‬وبن لادن هو الذي بادر باعلان الحرب منذ عام ‮٦٩٩١ ‬عندما أباح قتل الأمريكيين حيثما وجدوا‮.‬
يخطيء من يظن أن قتل شخص أيا كان موقعه يمكن ان ينهي ما يعرف بالإرهاب،‮ ‬رغم أن هذا الإرهاب خبا أو خفت وبهت من قبل اغتيال بن لادن،‮ ‬بل الاغتيال هو ما ادي إلي تذكر ما كان من أمر بن لادن‮.. ‬الكثيرون يرجحون ضربة أو ضربات انتقامية متوقعة من القاعدة ولكن اغتيال بن لادن بالقطع هو ضربة موجعة ان لم تكن قاضية علي القاعدة،‮ ‬بالقليل من حيث التمويل،‮ ‬فمثل تلك المنظمات يصعب ان تكون لها اصول ثابتة،‮ ‬كما انه يستعصي عليها الاستمرار بدون التمويل ويقال ان بن لادن كان لايباري في ايجاد مصادر التمويل من المتبرعين‮.. ‬كقاعدة عامة،‮ ‬يكفي ان تقتفي مصادر التمويل لأي من تلك المنظمات التي تدعو إلي الريبة وتبدو كما لو انها ظهرت فجأة‮.. ‬مصادر تمويلها تكشفها علي حقيقتها من أولها لآخرها‮.!‬
monte escalier

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More