بقلم : مجدي حجازيmagdyhegazy@hotmail.com
ما تعرضت له مؤخرا، أقسام الشرطة الثلاثة، بالقاهرة والجيزة، أثار كثيرا من التساؤلات، برزت معها علامات استفهام، فرضت نفسها علي الشارع المصري، لتبحث عن إجابات واضحة، تضع بها النقاط فوق الحروف.
وحرصا مني علي البحث عن تلك الإجابات، وخاصة أنها تتعلق بأمن الشارع المصري، المستمد من أمن أفراد جهاز الشرطة، الذي به يؤمن حياة المواطنين وممتلكاتهم، كان لي حوار مع اللواء حسين أبو شناق مدير أمن الشرقية، وهو واحد من أبرز قيادات الشرطة المشهود لهم بالكفاءة الشرطية، ومن خيرة خبراء الأمن، ممن يملكون الحنكة في تدبر الأمور، والتعامل مع المواقف الصعبة بحكمة القيادة الأمنية الواعية، التي تضع أمن المواطن وسلامته، والحفاظ علي ممتلكاته، همه الأول، وهذا ما أكدته سياسته الأمنية، التي استشعرها المواطنون من أبناء محافظة الشرقية، خلال الانفلات الأمني الذي تزامن مع أحداث ثورة 25 يناير، وخلال تلك الفترة، حرص اللواء أبو شناق علي التواجد بين ضباطه في الشارع الشرقاوي، يؤازرهم في أداء مهامهم، ويحثهم علي تأمين المواطنين، الذين بادلوه حبا بحب، فمكنوه من تأمين ثورتهم، وعاونوه في مواجهة هجمات البلطجية الموتورة، التي أرادت ترويع أمن المواطنين، فكان لأبوشناق وضباطه الغلبة، وتمكنوا من إفساد هجماتهم، لتمر الأحداث بردا وسلاما، علي أبناء الشرقية.
كان لا بد مما تقدم إحقاقا للحق، ولنعد لتفسير اللواء حسين أبو شناق، بشأن الهجمات الأخيرة علي الأقسام الثلاثة، لنجده قد أوجز تحليله، بداية في أمر مهم، وهو إعادة هيبة جهاز الشرطة، حيث أكد أنه ليس من المعقول أن يتعرض أفراد الشرطة، لهجمات شرسة من البلطجية المدججين بأسلحتهم، المتعددة أشكالها والمتنوعة، والتي تفوق في كثير من الأحيان مستوي تسليح أفراد الشرطة، علاوة علي التعليمات لجهاز الشرطة بعدم استخدام الأسلحة النارية، في تلك المواجهات، رغم أن القانون يعطي لأفراد الشرطة الحق في استخدام السلاح في مثل تلك المواقف.
ويضيف اللواء أبو شناق أنه لايمكن لجهاز الشرطة إستعادة هيبته، والعمل علي حماية الجبهة الداخلية، وتأمين المواطنين، وإعادة النظام إلي الشارع المصري - وهو الدورالأصيل للشرطة، والواجب تفعيل كل الآليات من أجل تحقيقه - دون التخلص من الرعشة التي ألمت بأفراده، جراء ما أصابه من ترويع، لا يأمن معه الاطمئنان علي حياته.. وهنا يتساءل أبوشناق: كيف يمنح جهاز الشرطة الأمن والأمان للمواطنين، في الوقت الذي يفتقد أفراده للأمان؟!
ويؤكد اللواء أبو شناق أن استعادة جهاز الشرطة لهيبته، ليست بالأمر المستحيل، أو الصعب، ولكن بتعليمات واضحة، وتسليح مناسب للأفراد داخل الأقسام، وتفعيل حقيقي للقانون، ومد مظلة الحماية لأفراد جهاز الشرطة خلال أداء مهمتهم، ليعود الأمان للشارع المصري، وليكون أكثر أمنا.
ويعلو صوت اللواء أبو شناق، وقد ملأته غصة، صحبتها تنهيدة، وهو يقول أن جهاز الشرطة بخير، وأن غالبيته وطنيون، وشأنه شأن أي قطاع في المجتمع، فيه الصالح والطالح، وأنه بالإمكان تصحيح مسار من أخطأ، وسوف يعاقب ويأخذ جزاءه، من غلب مصلحته الخاصة، علي المصلحة العامة، فمصرنا دولة القانون، وما يطمئننا، هو الأمل في مستقبل أفضل، يعم فيه الأمن والرخاء.
واختتم أبو شناق كلامه، ما أحوجنا الآن لتكاتف كل القوي الفاعلة علي أرض المحروسة، حتي نستعيد هيبة الشرطة، لننعم بحلاوة مكاسب الثورة، ونضع أيدينا معاً، لنبني غداً أكثر إشراقا.
صدقت يا أبو شناق، وأعتقد أن الشارع المصري يوافقك، ويضم صوته لك، ويؤازر الشرطة، ويمد لها يد العون، حتي تعود مصر بلد الأمن والأمان الحقيقي، بعيدا عن الشعارات، ولتشرق شمس الثورة والحرية، وتكون أكثر إشراقا.. أليس كذلك؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق