رغم سعادتها وفخرها بالثورة المصرية إلا أن موقفها من أحداث سوريا كان مختلفا، فسلاف فواخرجي تري أن مظاهرات السوريين كانت سلمية في بدايتها وتستحق الاحترام والتقدير لكنها سرعان ما تحولت بفعل قلة مندسة مخربة وأياد خفية إلي مؤامرة مدبرة للنيل من استقرار وأمن سوريا.. سلاف التي جلست علي عرش مصر مرتين بصحبة كليوباترا وشجرة الدر، مازالت تري أن الوضع في مصر يختلف تماما عنه في سوريا وأن بشار الأسد وهو عبدالناصر العرب لا يمكن أن يلقي نهاية مبارك فالشعب السوري يقف خلفه ويسانده ولن يطالب بسقوطه. وفي النهاية تظل هي وحدها المسئولة عن آرائها التي تمثل قناعاتها. بالرغم من ترحيبك وفخرك بالثورة المصرية إلا أن موقفك من انتفاضة الثوار في سوريا مختلف تماما وتم تصنيفك علي أنك من المعادين للثورة السورية؟ تقدمت ببيان شرحت فيه موقفي التام مما يجري الآن في سوريا، وفي البداية عبرت عن أسفي الشديد وحزني علي الشهداء الأبرياء الذين استشهدوا في الاحداث، فأنا مع المظاهرات السلمية المحترمة، وقد كانت المظاهرات في البداية سلمية ومحترمة كما حدث في مصر التي علمت العرب كيف يخرجون في مظاهرات سلمية يطالبون فيها بحقوقهم المشروعة. وكلنا في سوريا نطالب بالاصلاح فالفساد موجود في سوريا وكلنا نعترف به حتي الحكومة. ولكن هذه المظاهرات لا يمكن أن نصفها بأنها ثورة مثل التي حدثت في مصر، لأن هناك مخربين وأياد خفية اندست بسرعة وسط المتظاهرين بهدف التخريب وتفكيك الوطن والنيل من أمنه ومن وحدته، ولذلك تعرض المتظاهرون الشرفاء للموت وانتشرت في الشوارع بعد ذلك جماعات مخربة مجهولة الهوية أقرب الي »البلطجية« في مصر، أثاروا الرعب والفزع وقاموا بالقتل والتخريب والتكسير، فهم خونة أخذوا ثمن خيانتهم من الخارج لزعزعة الأمن السوري، فهناك مؤامرة مدبرة من الداخل والخارج للنيل من الأمان الذي تعيشه سوريا وينعم به السوريون. ولكن نظام مبارك كان يردد نفس الكلام عن الثوار، ثم اكتشفنا بعد ذلك أنها نكتة ترددها الحكومة لقمع شعوبها التي بدأت ثورتها. - صدقيني سوريا تختلف عن مصر، والوضع هنا مختلف تماما عن الوضع عندكم فنحن بلد نعيش في أمان واستقرار والتغييرات الجذرية الرائعة التي حدثت في سوريا طوال العشر سنوات الماضية تدفعنا للتمسك بالنظام ومساندته وليس المطالبة باسقاطه كما يحاول بعض العملاء الآن. لكن ما تصفينه الآن مختلف تماما عن الصورة التي نراها في الاعلام العربي تجاه ما يحدث في سوريا. - للأسف الشديد التغطية الاعلامية لما يحدث في سوريا صادمة جدا بالنسبة لي، فعندما اتابع الاعلام العربي الذي يغطي الاحداث أشعر انهم يتحدثون عن بلد آخر غيرسوريا، وكأن الاعلام متآمر علي سوريا فهم يبثون لقطات مفبركة لشوارع ليست شوارعنا ولمشاهد قتل وعنف من الحرب الأهلية في لبنان ويكتبون عليها أنها بث مباشر من سوريا، ويستكملون الجرافيك بتركيب صور مغلوطة تصف للعالم أوضاعا في سوريا عكس الاوضاع الحقيقية فهم يعلنون عن مئات الشهداء من المتظاهرين، ولا يتحدثون عن شهداء الجيش والشرطة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حماية الشعب من البلطجية والعناصر المندسة التي زرعت الخوف والرعب في شوارع سوريا، فلماذا لا يذكرهم الاعلام بالخير؟ بل يذكرهم بكل شر ويقول أنهم نزلوا لقمع الناس وقتلهم وهذا كلام خاطيء فالناس استنجدوا بالجيش لحمايتهم من المجرمين المنتشرين في كل مكان، يقولون أن النظام السوري يستخدم أحدث الاسلحة لقتل المتظاهرين، والصحيح أن الاسلحة تدخل سوريا مهربة من الحدود للعملاء المجندين داخل سوريا لكي يثيروا الرعب والفزع، وكل يوم تقوم الشرطة السورية بالقبض علي العديد منهم ومعهم أسلحة كثيرة ويعترفون بأنه تم تجنيدهم لقلب نظام الحكام في سوريا. فنحن فريسة الاعلام الكاذب في الوطن العربي ولذلك أدعو الجميع لمشاهدة التليفزيون السوري فهو تليفزيون صادق وينقل جميع ما يحدث في سوريا بشفافية شديدة. ولكن العرب الآن وخاصة مصر أصبح لديهم رفض تام لتليفزيون الحكومة والذي اثبت خلال الثورات في مصر واليمن وليبيا أنه بوق للسلطة وأداة لقمع المتظاهرين وتشويه سمعتهم؟ - هذا صحيح وأنا كنت من منتقدي التليفزيون الحكومي السوري ولكن بعد ثورات مصر وليبيا استطاع الاعلام السوري أن يطور نفسه سريعا وأصبح شفافا جدا وتغطياته ممتازة، ويظهر الاحداث الصحيحة ويظهر مدي حب الناس للرئيس بشار الاسد والتفافهم حوله وكراهيتهم الشديدة لمن يحاول النيل من سمعة وكرامة سوريا أو سمعة وكرامة الرئيس عكس ما يحاول اظهاره الاعلام العربي الكاذب. لكن للمتابع للحياة السياسية داخل سوريا يدرك جيدا أن نظام بشار الاسد نظام قمعي بوليسي رافض لجميع أشكال المعارضة ما تعليقك علي هذا؟ - النظام ليس قمعيا ولا يرفض المعارضة ولكن من يريد أن يعارض فليفعل ذلك باحترام داخل سوريا، أما من نراهم الآن فهم معارضون من الخارج يعيشون في الغرب ولم نسمع صوتهم سوي الآن وهم يتهكمون علي الرئيس بشار ويرددون الأكاذيب علي النظام السوري. فبشار الأسد انسان شريف ومحترم ويده نظيفة شهدت سوريا علي يديه نقلة حضارية كبيرة وشهدت اصلاحات عظيمة وبمجرد أن خرج المتظاهرون الشرفاء في أول الاحداث يطالبون بالاصلاح والتغيير بدأ بالفعل العديد من الاصلاحات الفورية ولبي كل ما طلبوه فألغي علي الفور قانون الطواريء، ولكن للأسف كانت المؤامرة قد احكمت عليه وخرج المندسون ليطالبوا باسقاطه ويهددوا استقرار البلاد. لكني أثق في الشعب السوري وأثق في التفافهم حول الرئيس بشار لانه مناضل وزعيم رفض التعامل مع اسرائيل ورفض الرضوخ لهيمنة أمريكا فأنا اعتبره عبدالناصر العرب بسبب تمسكه الشديد بمواقفه ومبادئه ولذلك هم يريدون هدمه وتدميره لانه من أهم وأصلب الرؤساء العرب. كل فنان دافع عن النظام وضع في قائمة سوداء، سواء كان في مصر أو سوريا، ألا ترين أن ذلك سبب احتقانا من الجمهور العربي تجاهك؟ - أتشرف انني ضمن القائمة السوداء، ولا يوجد فنان سوري واحد ضد النظام فجميعنا مع النظام وملتفون حول الرئيس ومن الصعب مقارنة هذه القائمة بما حدث في مصر فبجانب القائمة السوداء في مصر كانت هناك قائمة بيضاء للفنانين الذين دافعوا عن الثورة، ولكن هنا في سوريا ليس هناك سوي قائمة سوداء لأن جميع السوريين مع النظام ولذلك ستري أن كل الفنانين في القائمة السوداء. هناك من يعتبر أن من يدافع عن أنظمة الحكم في الوطن العربي ففي هذه الفترة تحديدا بوقا للسلطة وأحد أدوات تجميل وجهها القبيح؟ - لست بوقا للسلطة في سوريا وأنا لا ادافع عن النظام، أنا أدافع عن أمن واستقرار بلادي، وادافع بوجه حق عن رجل أعرف جيدا انه شريف ووطني. فأنا انسانة صادقة ووطنية واتصرف كمواطنة سورية وليس كفنانة، وتصرفت أيضا بوطنية شديدة في مصر بعد ثورة يناير فأحببت الثورة المصرية جدا واحترمتها وكنت أول فنانة في مصر أخفض أجري من أجل مساعدة الدراما المصرية بعد الثورة، فأنا اتصرف بوطنية وصدق في جميع مواقفي، ولم اكن فتاة النظام المدللة بل بالعكس لقد عانيت لمدة ثلاث سنوات من منع عرض مسلسل أسمهان في سوريا بسبب خلاف مع وزير الاعلام، وذلك أكبر دليل علي انني لست محسوبة علي النظام. ماذا يحدث لو سقط بشار الأسد؟ - أنا أرفض تماما سقوط بشار الأسد ولكن لو سقط النظام سوف احزن بشدة وسوف اظل علي موقفي تجاه هذا الرجل، وأنا متأكدة أن بشار الاسد غير حسني مبارك، ولا يستحق نفس النهاية. ولكن عندما يسقط الرئيس يسقط معه كل من دافعوا عنه؟ - مهما كانت النتائج سوف اظل ادافع عنه حتي الموت. وما هي رسالتك للشعب العربي في ظل هذه الاحداث والاخبار المتضاربة؟ - أقول أن سوريا بلد جميل كانت دائما مفتوحة لكل العرب في الأزمات واتمني ألا يستمعوا لأكاذيب الاعلام، وألا تنساق الصحف المصرية خلف الشائعات، واتمني أن يقف العرب يدا واحدة بجوار سوريا ويساندوا الحكومة السورية في التصدي للمخربين ومن يريدون هدم سوريا وأدعوهم أن يدعوا لنا لكي نتجاوز هذه بهذه المحنة الصعبة. اذا انتقلنا من سوريا إلي مصر ومن السياسة إلي الفن لاحظنا أنه بعد الثورة المصرية تم تأجيل تصوير مسلسل »شجرة الدر« بسبب حالة الارتباك التي سادت ماسبيرو، فهل تم الاتفاق علي وقت لبداية التصوير؟ - حتي الآن لم يتم تحديد موعد للتصوير، وأنا تركت الموضوع لهم حتي تستقر الأمور، لانني اقدر ظروف فريق العمل والاوضاع الاقتصادية داخل ماسبيرو، ولهذا السبب خفضت أجري احتراما للثورة المصرية العظيمة وتعبيرا عن حبي للدراما المصرية. قبل تعاقدك علي »شجرة الدر« ترددت أنه تم ترشيح مجموعة من الفنانات له مثل إلهام شاهين وغادة عادل.. فكيف تم ترشيحك للدور؟ - الكاتب يسري الجندي وراوية بياض منذ سنة تقريبا وهم يتحدثون معي بخصوص المسلسل، ولكني رفضته بسبب ارتباطي في ذلك الوقت بمسلسل وادي الملوك، وكنت مصرة علي ألا أقدم عملا تاريخيا هذه السنة. ولكن الكاتب يسري الجندي كان مصرا علي وجودي في المسلسل وعندما قرأت العمل أكثر من مرة اعجبني جدا، فهو عمل جميل وقوي فأخذت قراري بالانضمام للمسلسل وثقتي كبيرة في فريق العمل الذي يشارك معي أحمد عبدالعزيز ويوسف شعبان وبهاء ثروت والمخرج الرائع مجدي أبوعميرة. وهل كان لك أي تعليقات علي استبدال المخرج محمد عزيزية بمجدي أبوعميرة؟ - اطلاقا محمد عزيزية مخرج رائع، ومجدي أبوعميرة هو علم من اعلام الدراما العربية ويشرفني العمل معه. انتشرت في الأونة الاخيرة أقاويل نسبت لغادة عبدالرازق انتقدت فيها اختيارك كممثلة سورية لأداء شخصية »شجرة الدر« وعللت ذلك بقلة امكانياتك التمثيلية لتقديم هذا العمل؟ - أنا لا أصدق كلام الجرائد، ولا اعتقد أن هذا الكلام جاء علي لسان غادة فهي فنانة جميلة وانسانة ظريفة وليس بيننا أي مشكلات لنتبادل الاتهامات ولو كان هذا رأيها فعلا فأنا احترمه، ولكني اعتقد أن التفرقة بين الممثل المصري والعربي قد تلاشت من أذهان صناع الدراما في مصر. تعرض مسلسلك الاخير كليوباترا للعديد من الانتقادات بسبب اخطاء تاريخية فكيف سيكون استعدادك لشخصية شجرة الدر حتي لا تقعين في نفس الأخطاء؟ - مسلسل كليوباترا لم يكن به أي خطأ تاريخي، ولكن يجب أن يفرق الجميع بين الحدث التاريخي وقراءة كتب التاريخ وبين العمل الدرامي، ففي الدراما دائما يكون هناك حرية للمؤلف في الخيال والتعبير وخلق تفاصيل مع احترام الخطوط العريضة للاحداث التاريخية وذلك ما حدث في كليوبترا. أما مسلسل شجرة الدر فأنا استعد له منذ فترة من خلال العديد من القراءات مع قراءة جيدة لسيناريو يسري الجندي الذي اعتبره من أصدق وأجمل السيناريوهات التاريخية التي قرأتها في حياتي. »ريتا« دور صغير لك في المسلسل السوري »في حضرة الغائب« والذي يحكي قصة الشاعر محمود درويش.. فما قصتك مع هذا الدور؟ - أسباب قبولي لهذا العمل بالذات مختلفة عن باقي أعمالي الفنية، فأنا ضيفة شرف في هذا المسلسل وأسباب كثيرة جعلتني اوافق عليه، أولها اني اعشق محمود درويش مثل ملايين العرب، وفراس ابراهيم بطل العمل هو صديقي وشريك نجاح وواجبه علي أن اكون معه حتي لو في آخر الدنيا، والمسلسل أيضا حالة رائعة. »ريتا« هي فتاة يهودية ضد الصهيونية يحبها محمود دوريش وقصة حبهما الرومانسية هي خط أساسي في المسلسل. مسلسل سوري آخر تقدمينه هذا العام وهو »الولادة من الخاصرة« فما السر وراء هذا الاسم الغريب؟ - هذا الاسم مناسب جدا للحالة التي يعيشها العرب هذه الفترة فالولادة من الخاصرة هي الولادة القيصرية أو الولادة الصعبة والمتعبة، وهنا نرمز لبعض رموز الفساد والحكومات الظالمة التي تولد في المجتمعات بطريقة غير شرعية وألعب في المسلسل دور شاعرة تتعرض للظلم والتعذيب والعنف وتواجه قهرا شديدا، إلا انها تظل تدافع عن مبادئها وكرامتها حتي النهاية في وجه الحكومات التي تستغل نفوذها طوال الوقت لقمع الشعوب. العملان بهما حالة كبيرة من التمرد، فهل يتقبل المجتمع العربي مثل هذه الاعمال في الوقت الراهن؟ محمود درويش رغم كونه شاعرا مغامرا ومناضلا طوال حياته إلا أن العمل به جرعة كبيرة من الرومانسية والادب واعتقد أن الناس متشوقة لمثل هذه الاعمال حاليا، و»الولادة من الخاصرة« مسلسل يجب أن يقدم في كل وقت لأن الظلم والقهر دائما مستمرين في كل وقت وفي كل مكان. |
0 التعليقات:
إرسال تعليق